×

التّعلّم المدمج الفعّال في مراحل الطّفولة المبكرة

التّعلّم المدمج الفعّال في مراحل الطّفولة المبكرة



في إطار جهود معهد التّطوير التّربوي لدعم الفرق الأكاديميّة في مجتمع التّعلّم في مدارس مؤسسة قطر في ظلّ أزمة كوفيد-19، حيث ظهرت الحاجة؛ لتبنّي أسلوب جديد في التّعليم، وعدم الاعتماد على التّعليم التّقليديّ، وهو ما استدعى تدخّل نهج التّعليم الإلكترونيّ، والتّعلّم عن بعد، وظهور التّعلّم المدمج؛ حيث لجأت العديد من الدّول لتطبيقه؛ لضمان تعلّم مدى الحياة.

ونظرًا لإيمان المعهد بأهميّة الاستقصاء عن وجهة نظر المعلّمين، وتحدياتهم، واحتياجاتهم وتوثيقها من جهة، وتطوير قدرات معهد التّطوير التّربوي في هذا الجانب من الجهة الأخرى، جاءت مبادرة خبراء، وقادة المعهد للقيام بزيارات ميدانيّة لمدارس المؤسسة.

تحظى مراحل الطّفولة المبكرة في مؤسسة قطر بعناية خاصّة؛ لذا تـمّ استهداف هذه المرحلة بإحدى الزّيارات الاستقصائيّة؛ لدعم الفريق الأكاديميّ في تلك المؤسسة التّعليميّة، ومعرفة تحدياته، واحتياجاته في التّعلّم المدمج. بدأت الزّيارة لمركز التّعلّم المبكر، والذي تتراوح الفئات العمريّة للمتعلّمين الصّغار فيه بين 6 أشهر إلى 3 سنوات. موزّعة على ثلاث

مستويات للصّفوف، هي:

  • صفّ الرّضّع.
  • صف الأطفال.
  • صف المبتدئين.

أولًا: واقع الحال، وتحدياته.

خلصت الزّيارة إلى أنّ هناك تحديات تواجه المعلّمات، وقد ترتّب على هذه التّحديات جملةً من الاحتياجات نجملها فيما
يأتي:

  • رفع قيمة التّعلّم المدمج؛ لتوظيف التّعلّم بعمق لهذه الفئات العمريّة.
  • تخصيص مصادر تعلّم ملائمة لبيئة التّعلّم المنزليّة؛ لدعم تعلّم الأطفال الافتراضي.
  • تخصيص الوقت الكافي؛ لتوظيف منهجيّة التّكرار، والتّثبيت، وهو عنصر غير متوفّر في التّعليم الافتراضي للأطفال لاسيّما أنّ الأطفالّ في هذه المرحلة العمريّة بأمس الحاجة لتثبيت المعلومات في أذهانهم.
  • الحاجة لمقاربة توقّعات المعلّمات مع توقّعات أولياء الأمور حول بيئة التّعلّم ومصادرها.
  • هناك حاجةً ضروريّة لتفعيل "التّعلّم المدمج" من حيث:
    • التّدريب على تطبيقات تفاعليّة متنوّعة؛ لدعم التّعلّم المدمج.
    • الثّبات على منصّة تعليم واحدة تدعم العمل مع المتعلّمين الصّغار، وأولياء الأمور في الوقت ذاته.
    • تنوع مصادر التّعليم، والتّعلّم المحسوس كمًّا ونوعًا.
    • التّقييم الموظّف - حاليًّا - لا يعكس واقع مهارات المتعلّمين الصّغار، وقدراتهم، وهم بحاجة إلى أدوات تقييم واقعيّة.
  • رفع وعي أولياء الأمور بدورهم كشريك رئيس في عمليّة التّعليم والتّعلّم المدمج.
  • تطوير مهارات المعلّمات في التّدريب على: تصميم الألعاب الإلكترونيّة، التي تدعم التّعلّم الافتراضيّ للغة العربية، وتجعله ذا فعاليّة.
  • الحاجة إلى وقت كاف؛ لدعم التّعلّم خلال منصّات تسمح بتسجيل حصص تفاعليّة يتناسب وقتها مع وقت الحصّة المنصوص عليه في جدول الحصص في المدرسة.
  • الحاجة إلى برنامج تدريبيّ خاصّ حول حماية الطّفل أثناء التّعلّم المدمج (وجهًا لوجه + المتزامن/غير المتزامن) يتمّ تصميمه بالتّعاون أيضًا مع معهد التّطوير التّربوي.

ثانيًا: المقترحات والحلول.

فيما يأتي مقترحات لحلول داعمة، تحتاج إلى تضافر جهود أعضاء مجتمع التّعلّم في مؤسسة قطر؛ لضمان تعلّم مدمج فعّال مدى الحياة، وهي:

  • تصميم برنامج تعلّم مهنيّ يبني قدرات الفرق الأكاديميّة في مراحل الطّفولة المبكرة في تصميم تطبيقات تفاعليّة للتّعلّم المدمج، يمكن تطويعها؛ لتناسب التّعلّم القائم على اللعب.
  • تصميم برنامج تدريبيّ خاصّ حول حماية الطّفل أثناء التّعلّم المدمج.
  • تدريب المعلّمين على توظيف أحدث أدوات تقييم الطّفل عبر التّعلّم الافتراضيّ والمدمج.
  • التّخطيط لبرنامج توعية ذي أهداف مرحليّة متنوّع، مثل: حملات توعية إلكترونيّة، وورش عمل، تكوين مجلس أولياء أمور على مستوى مدارس المؤسسة للمساهمة في البرنامج؛ لرفع وعي أولياء الأمور بدورهم كشريك رئيس في التّعلّم الافتراضيّ لأطفالهم؛ لمقاربة توقّعاتهم، وأهدافهم مع أهداف الفرق الأكاديميّة.
  • توفير فرص للمعلّمين لحضور حصص مشاهدة مع مدارس حول العالم، لها تجارب ناجحة في التّعلّم المدمج في مراحل الطّفولة المبكرة، باختلاف مستوياتها، وفئاتها العمريّة؛ للحصول على أفضل الممارسات، وأحدثها، وتطبيقها خلال نقل الأثر إلى مجتمع تعلّم الطّفولة في المؤسسة.
  • نقل أثر التّجربة، والممارسات التّعليميّة الناجحة في توظيف المصادر من القسم النّاطق باللغة العربية في مركز التّعليم المبكر إلى الأقسام النّاطقة باللغة العربية في مرحلتي: (الرّوضة، والتّمهيدي)، والمرحلة الابتدائيّة الدّنيا

قصص نجاح:

ومن الجدير بالذّكر أنّ هناك قصص نجاح في ممارسات قسم اللغة العربية في مركز التّعليم المبكر، نوصي بمشاركتها ليس فقط في الأقسام الأخرى لمراحل الطّفولة المبكرة في المدرسة، ولكن في مجتمع تعلّم الطّفولة في مدارس مؤسسة قطر، كنموذج فعال، وتجربة ناجحة:

  • قامت معلّمات القسم بتوظيف منصّات تعلّم بعينها، مثل: منصّة مدرس اللغة العربية للرعاية والتعليم المبكر، وإنشاء بنك للمصادر الإلكترونيّة الدّاعمة لتعلّم الأطفال عن بعد؛ حيث يوجد ملفّ يحتوي على روابط مهمّة، مثل: الأناشيد، والقصص، والفيديوهات، وملفّ آخر للملصقات، التي تدعم ممارساتهم التّربويّة؛ لتكون رسائل مختصرةً ومكثّفةً يرسلونها بأسلوب فنيّ.
  • توجد منصّة مشتركة لكلّ معلّمات المراكز الثّلاثة (للتّعليم المبكر) يتشاركون فيها الفيديوهات، التي قمن بإعدادها، وتصويرها باللغتين؛ مما يساعد على إقبال الأطفال، وأسرهم على أوقات التّعلّم المدمج في هذه المراحل.

وبعد؛ فإنّ التّحديات، التي تواجه فرق العمل في الطّفولة المبكرة في مجال التّعلّم المدمج تأخذ حيزًا من تفكيرنا في ظلّ الأزمة الرّاهنة كوفيد – 19، كما أنّ التّحديات، والاحتياجات، هي عمليّة بنائيّة، ومستمرّة، وكذلك الحال فإنّ دعم معهد التّطوير التّربوي لأعضاء مجتمع التّعلّم لمدارس مؤسسة قطر هي عمليّة مستدامة؛ لضمان تعلّم مدمج فعّال مدى الحياة.

آلاء إبراهيم خليل

مدرب قائد
معهد التطوير التربوي