×

كيف أحوّل التّحدي في التّعلّم المدمـج إلى نجاح؟

كيف أحوّل التّحدي في التّعلّم المدمـج إلى نجاح؟

نتطلّع – دائمًا - في مؤسسة قطر إلى تجاوز كلّ الصّعاب، وتذليل كافة العقبات التي قد تعترض بدايةً ناجحةً لعام دراسيّ مفعم بالحيويّة والعمل؛ حيث نرجو التّوفيق لكلّ القائمين على العمليّة التّعليميّة رغم جسامة التّحديات، والمسؤوليّات التي تواجهها العمليّة التّعليميّة التّعلميّة في ظلّ الظّروف الطّارئة؛ بسبب انتشار فيروس كورونا في العالم في مطلع العام الدّراسيّ الجديد 2020/2021

نهجت مؤسسة قطر سياسة التّعلّم المدمج؛ استجابةً للقرارات الصّادرة عن وزارة التّعليم والتّعليم العالي، وذلك للحفاظ على بيئة تعليميّة آمنة، وفاعلة كفيلة بالحفاظ على المسيرة التّعليميّة، عبر تمكين الميدان التّربوي من ممارسة أدواره بكفاءة، وحيويّة مع الأخذ بعين الاعتبار كافة الاشتراطات الصّحيّة، التي حدّدتها الوزارة لكلّ من الطّلاب والمعلّمين؛ بهدف استدامة العام الدّراسيّ بعيدًا عن أيّة مخاطر. وتحقيق أعلى معايير الأمن والسّلامة ضمن بيئة تعليميّة قائمة على التّفاعل، والتّواصل الإيجابيّ في مختلف تفاصيل اليوم الدّراسيّ.

وانطلاقًا من دورنا كشركاء في تقديم الدّعم والمساندة للأكاديميّات، ودراسة التّحديات، التي تواجه عمل المعلّمين. قمـت بزيارة قسم التّربية الإسلاميّة في إحدى أكاديميّات مؤسسة قطر، وذلك يوم الإثنين الموافق7 سبتمبر2020؛ حيث التقيت برئيس القسم، وعدد من المعلّمين، ولمسـت لديهم الرّغبة لإطلاعي على التّحديات المتعددة التي يواجهونها، ووجدوا في الزّيارة فرصةً لمناقشة التّحديات التي تعترضهم على أمل الوصول لحلول مناسبة. وفيما يأتي عرض لنتائج تلك الزيارة:

أولًا: وصف الممارسات التّعليميّة في الظّروف الرّاهنة:

  • اعتماد نظام البلوكات، أربع بلوكات في اليوم الواحد. والوقت المخصّص للبلوك الواحد:(ساعة وربع السّاعة) يتخللها استراحة مدّتها: عشر دقائق.

تقسيم الطّلاب على النّحو الآتي:

  • تقسيم الطّلاب بالتّناوب؛ حيث يحضر بعضهم مرّةً في الأسبوع، فيما يحضر بعضهم الآخر مرّتين مقسّمين على المراحل خلال الأسبوع، وبالتّـتابع، وما عدا ذلك فالتّعلّم عن بعد وفقًا لاختياره.
  • توزيع جداول المعلّمين بآليّة لا يحدث فيها تعارض بين فئة الحضور، وفئة التّعلّم عن بعد.
  • وضع ضوابط، وشروط، وقوانين ملزمة للجميع؛ للحفاظ على الصّحة، والسّلامة العامّة.
  • هناك تنسيق وتنظيم إداريّ؛ لكن لم تتمّ فيه مراعاة قدرات المعلّمين، وإمكاناتهم في تقديم الحصص، وتنفيذها للطّلاب النّاطقين باللغة العربيّة، والطّلاب النّاطقين بغيرها في مادتي: التّربية الإسلاميّة، والتّاريخ القطريّ؛ حيث يتمّ تدريسهم في المكان نفسه، وفي الوقت ذاته. الأمر الذي لم يألفه المدرّسون.
  • هناك آليّة واضحة لتوزيع الطّلاب في عمليّة التّعلّم المدمج.
  • هناك تخطيط جيّد للدّروس.
  • تتمّ عمليّة التّعليم والتّعلّم بطريقة واحدة مع تطبيق بعض الاستراتيجيات، وطرائق التّدريس للطّلاب المتواجدين في الفصل الدّراسيّ، وطلاب التّعلّم عن بعد.
  • تقديم الأنشطة المنهجيّة، واللامنهجيّة بطريقة واحدة للفئتين.

ثانيًا: التّحديات.

من أبرز التّحديات التي تشغل رئيس القسم والمعلّمين ما يأتي:

  • دمج الطلاب النّاطقين بالعربية مع الطّلاب النّاطقين بغيرها في مادتي: التّربية الإسلاميّة، والتّاريخ القطريّ معًا، وفي صفّ واحد، ووقت واحد. (علمًا بأنّها كانت منفصلةً في السّابق).
  • إضافةً إلى ذلك، فإنّ بعض معلّمي التّربية الإسلاميّة الذين لا يتقنون اللغة الإنجليزيّة يطلب منهم تدريس مادة التّاريخ القطري للطّلاب النّاطقين بغير اللغة العربية، وهذا يشكّل تحديًّا كبيرًا على المعلّمين، ولا يقدّم أيّ فائدة معرفيّة للطّلاب. (مع العلم أنّ إدارة المدرسة على علم بذلك).
  • المدّة الزّمنيّة للحصّة الدّراسيّة، وهو نظام البلوك، ومدّته: 1:15 دقيقة، وهذه من أبرز التّحديات، التي تواجه المعلّمين؛ حيث تمّ اعتماد نظام البلوكات في التّوزيع الزّمني لليوم الدّراسيّ، علمًا بأنّ الإطار الزّمني للبلوك الواحد 75 دقيقة على غير ما كان سابقًا؛ إذ كان زمن الحصّة الدّراسيّة ما بين 50-55 دقيقة. وقد شكّل هذا الأمر تحديًّا كبيرًا؛ بسبب صعوبة إشغال زمن الحصّة كاملًا في العمليّة التّعلميّة؛ لما يستدعيه من حشد هائل للأنشطة، وابتكار إستراتيجيّات تضمن انخراط الطّلبة في التّعلّم الفاعل المنتج، وفي الوقت نفسه شكّل تحديًّا كذلك أمام الطّلبة، من حيث إمكانيّة التّأقلّم على شيء لم يألفوه من قبل، وبالتّالي سيسبّب لهم الملل، والتّشتت، وعدم التّركيز، وإثارة بعض المشاكل في الغرفة الصّفيّة.
  • قمت بجولة ميدانيّة على الفصول الدّراسيّة، واطّلعت على تخطيط المدرّسين. ووجدت أنّ العمليّة التعليميّة تسير على النّحو الآتي:
    • – لم يزد عدد الطّلبة المتواجدين في الفصل الدّراسيّ الواحد على ثمانية طلاب تقريبًا.
    • – أمّا باقي الطّلبة فيتلقّون تعليمهم عن بعد، ولاحظت قلّة التّفاعل، والمشاركة من قبل الطّلبة الذين يتعلّمون عن بعد.

ثالثًا: الحلول والاقتراحات.

وفيما يأتي عرض لاقتراحات قد تساهم في تجاوز تلك التّحديات والتغلّب عليها:

التّخطيط التّخطيط الصّحيح، وحساب التّوقيت الزّمنيّ لسير الحصّة، والأهداف، التي يمكن تحقيقها في المدّة الزّمنيّة الجديدة؛ فهذا يخلق حالةً من التّفاعل بين المعلّم والطّالب، ويجعل الأمور تسير بشكل واضح، كما ينبغي للمعلّم أن يشارك التّلاميذ بأهداف الدّرس قبل بدايته؛ ليجعل المعلّم والطّالب يسعيان معًا لتحقيقها.
التّقييم التّكوينيّ لا بـدّ للمعلّم أن يقيّم مخرجات التّعلّم، ويرصد مدى تحقق الأهداف، وبذلك يكون المعلّم دائم الاستفادة من تجاربه، ويعيد التّخطيط بشكل آخر في المرّات القادمة؛ ليطوّر من أدائه، ويضمن تحقق مخرجات التّعلّم المنشودة.
التّيسير ينبغي للمعلّم ألّا ينسى أنّ الطّالب هو محور العمليّة التّعلميّة، وأنّ دوره ميسّر للعمليّة التّعليميّة، ومن أشكال هذا التّيسير أن يراعي التّمايز لدى التّلاميذ، فينوّع في الأساليب، والاستراتيجيات بما يتناسب، ومحتوى الدّرس، كما عليه أن يرفد الدّرس بالأنشطة البحثيّة، والتّفكيريّة، والتّعلّم المبنيّ على المشاريع الذي من شأنه أن يجعل الدّرس بمدّته الزّمنيّة الطّويلة فاعلًا، ومنتجًا طوال الوقت، بما يضمن مستوًى تعليميًّا متميّزًا مليئًا بالنّشاط، والحيويّة للطّالب، وغير مرهق للمعلّم.

خالد سعيـد لصــوي

رئيس قسم الدّراسات الإسلاميّة
معهد التّطوير التربوي