×

برنامج التحقق المدرسي


يعْمَلُ المعهدُ مع المدارسِ على تحويلِ مُبادراتِه إلى برامِجَ مُنَفَّذَةٍ خلالَ التَّعلُّمِ المِهْني لمُرَبِّيها. نحنُ ندعَمُ القيادةَ المدرسيَّةَ بشكلٍ تعاونيٍّ في استخدامِ البياناتِ؛ لتحديدِ مُخْرَجاتِ التَّعلُّمِ لمُجتمعاتِ التَّعلُّمِ المُحدَّدةِ داخلَ مدرستِكَ، بما في ذلكَ القادةِ، والمعلِّمين، والطُّلابِ. ونُصَمِّمُ برامجَ تعلُّمٍ مِهْنيَّةٍ؛ لّنْقِل فِرَقِ المعلِّمين في معرفتِهم، ومهاراتِهم، وتصرُّفاتِهم؛ لتحقيقِ نتائجِ التَّعلُّمِ المرغوبِ فيها. ويجري جَمْعُ البياناتِ، وتحليلُها في مراحلِ البرنامجِ جميعِها. بالتَّعاونِ معَ فريقِ القيادةِ ، يتمُّ تحديدُ الخطواتِ، والاتِّفاقُ عليها؛ لتحقيقِ الَّنتائجِ. تتماشى استفساراتُنا كلُّها في المدارسِ مع معاييرِ التَّعلُّمِ المِهْني القائمةِ على البُحوثِ؛ لضَمَانِ جَوْدةِ كلِّ برنامجٍ من برامجِ التَّعلُّمِ المِهْني.

تطوير الوعي الصّوتي عند الأطفال الصّغار – من وجهة نظر المعلّم

"إنّ تعلم اللّغة في أكاديمية قطر-الدوحة يحظى باهتمام كبير ويؤخذ على محمل الجدّ. ويظهر ذلك جليًّا في كلٍّ من برنامج الاستقصاء والاجتماعات الخاصة في جلسات التّحضير وأهداف المدرسة والنّقاشات القياديّة. إنّ تعلُّم اللّغة في أكاديمية قطر الدّوحة فريد من نوعه حيث لدينا نموذج التّكامل من التّدريس يتشارك فيه معلمو اللّغة العربية واللّغة الإنجليزية في نفس الفصل الدّراسي. ولا يكون ترجمة من لغة لأخرى بل تعلّم وتعليم أصيل حيث تدعم كلّ لغة اللّغات الأخرى وتبني على بعضها البعض ممّا يسمح ويشجّع الأطفال على الانتقال والتّحوّل من لغة لأخرى بشكل طبيعي داخل الفصل الدراسي والقدرة في الاستفسار والاستقصاء بعمق بكلتا اللّغتين أيضاً.

بناء على ما سبق ؛ وجدنا الحاجة إلى خلق فهم أعمق لكل من المعلّمين والطّلاب حول كيفيّة آليّة عمل اللّغة وأن التّركيز يجب أن ينصبّ على مفهوم الوعي الصّوتي قبل تقديم المطبوعات والكتب للأطفال الصغار. من خلال مقدّمي ومدرّبي التّطوير المهني في معهد التّطوير التّربوي في مؤسسة قطر ، طوّر الفريق وحده تدريبيّة مخصصّة وسلسلة من ورش العمل القصيرة التي ركزت على الصّوتيات والوعي الصّوتي . وقد تألف فريق تخطيط وإعداد الوحدات من كل من المعلمين القادة في مرحلة ما قبل المدرسة ، والقيادة التّربوية لبرنامج السّنوات الابتدائية ومنسقي المناهج ، والمدير المساعد برئاسة ناتالي كروم المدرب القائد في معهد التّطوير التّربوي.

تم توزيع الوحدة التّدريبيّة على خمس جلسات منفصلة بواقع ساعتين للجلسة الواحدة على مدى خمسة أشهر من العام الدّراسي . كما استضفنا الخبير اللّغوي جيمس هول حيث قدّم جيمس ورشة تدريبيّة حول المعالم التّنمويّة لتطوّر الصوت عند الأطفال حتى سن السّابعة . كان الهدف من هذه الوحدة التدريبيّة هو إنشاء وثيقة خاصّة في منهج الوعي الصّوتي والتي سيتم توظيفها في التّخطيط والتّقييم.

عمل معلمو اللّغة العربية واللّغة الإنجليزية جنبًا إلى جنب بمساعدة فريق التّخطيط، لإستكشاف البحث الحالي وتوصلوا إلى متوالية تعلّم اللّغة وما هو متوقع تحقيقه مع الأطفال الصّغار . كما شاهدنا مقاطع فيديو عن كيفية بناء سقالات اللّغة والتّدرّج فيها ، بالإضافة إلى الإستراتيجيات التي تم تجربتها وتطبيقها على مجموعة أطفال داخل بيئة التّعلّم أثناء الدّورة التّدريبية وجمعنا النتائج التي تمّ التّوصّل إليها .

كما أنّنا استعنّا بوثيقة المجال والتّسلسل للّغات الخاصّة في برنامج السّنوات الابتدائية ، ووثائق الوعي الصّوتي في جميع أنحاء العالم ، وقرأنا البحوث حول كيفية عمل اللّغة، ونظرنا في اكتساب اللّغة والتّطوّر السّليم خلال مراحل النّمو عند الأطفال منذ الولادة حتى السّابعة من عمرهم. تم كل هذا من أجل تكوين فهم شامل لمعالجة التّلاعب بالأصوات لدى الأطفال الصغار. كان نهجنا نهج التّدريب القائم على الاستقصاء خلال الوحدة التّدريبيّة وطرح الأسئلة والتأمل المستمر حيث قام المعلمون ببناء وتطوير قاعدة معرفتهم وتطوير التّطبيق في بيئات التّعلّم من أجل التّركيز على ما كان يُعمل وما هي المجالات التي تحتاج إلى مزيد من الاهتمام والدّعم من خلال السّقالات الصغيرة والكبيرة.

كان المخرج النّهائي للوحدة هو فهم ازدواجيّة اللّغة وآليّة تعلّم لغتين معًا اللّغة العربيّة والإنجليزيّة، وكيفيّة تعلّم اللّغة في دماغ الطفل. كان التّركيز على الصّوت المتحرّك والصّوت السّاكن ، والكلمات في الجمل، والأصوات في الكلمات، والقافية ، وتكرار الحروف، والمقاطع، واستراتيجيات المزج بين المقاطع الصّوتيّة المنطوقة من ساكنة ومتحرّكة.

كل هذا كان واضحًا في سلسلة الوعي الصّوتي لدينا والتي تمّ تطويرها وتكييفها كأحد المصادر الرئيسية لتوثيق منهج اللّغة وباللّغتين العربيّة والإنجليزية . لذا يحصل الأطفال الآن على تعليمات صوتية أصلية قبل تقديم أي منتج مكتوب . ما ميّز هذه الوحدة التّدريبيّة أنها لم تكُن تطويرًا مهنيًا شاملاً عامًا ولكن تم إعدادها خصّيصها لأكاديميّة قطر- الّدوحة وتحتوي على أصوات المعلّمين من خلال إشراك المعلّمين القادة في التّخطيط وجمع نماذج ملاحظات المعلمين .

تناولت هذه الوحدة التّدريبيّة تحدّيات المعلّمين في سياقهم المدرسيّ ، حيث استندت على الأبحاث العلميّة التي تثبت أنّ التّسرُّع في تقديم الكتب والقصص والمطبوعات للأطفال الصغار سيؤثّر على مهارة القراءة عندهم تأثيرًا سلبيًّا لاحقًا في حياتهم . أعادت هذه الوحدة التركيز على تلاعب الأصوات وتوثيق منهج من صميم عمل وتطوير المعلمين أنفسهم وذلك ما كنّا نفتقد إليه في السّابق. كان هذا، في حد ذاته إنجازًا قويًا للمعلّمين حيث أصبحوا محرّكي التّعلم في الفصل وقادرين على التّأثير في ماذا وكيف سيقومون بتعليم اللّغة بناءً على البحث الحالي."

سناء علوي

منسق برنامج السّنوات الابتدائية

أكاديمية قطر الدّوحة


   

من الاستفسارِ إلى الأثَر: إعادة تَخيُّل التَّعلُّم المِهْني داخلَ المدرسة

مَنْ كان يظُنُّ أنَّ فكرةً بسيطةً مكتوبةً على ورقةٍ لاصقةٍ في ورشَةِ عَمَلٍ ستُؤدِّي إلى تغييراتٍ كبيرةٍ في ممارسةِ المعلِّمين، ونتائجِ تعلُّمِ الطُّلابِ طوالَ السَّنواتِ الأولى في أكاديميَّة قطر- الدَّوحة.

في ديسمبر 2016، استضافَ معهدُ التَّطوير التّربوي فِرَقَ القيادةِ في مدارس مؤسسة قطر في ورشَةِ عَمَلٍ لسايمون بريكسبير بعنوان: "قادة التَّعَلُّم المفوضين". وتمحّورتْ الورشةُ حولَ فكرةِ تعظيمِ تأثير تصميم التَّعَلُّم الاحترافي باستخدامِ دورات العملِ القصيرةِ، التي صاغَها بريكسبير "سباقات التَّحسين". خلال تَجربةِ التَّعَلُّم المِهْني هذه. تَمَّ وضْعُ مفاهيمَ، وأفكارٍ جديدةٍ في سياقِ أذهانِ المشاركين. وقد أُعجبَ كلٌّ من جوانا ماثيسون، المدير المساعد، وويندي إيجان، منسق المناهجِ في أكاديميَّةِ قطر الدَّوحَةِ ببرنامج التَّعَلُّمِ المِهْني في المدرسة؛ من حيث مرونتهِ بما يكفي للتَّطورِ خلالَ التَّفكير ِالمُستمر.

شاركت ناتالي كروم التي عَمِلَتْ كمُدرِّبٍ رئيسٍ في معهد التَّطوير التّربوي في مناقشة مع ماثيسون، وأظهرتْ إمكانيَّةٍ تجريبيَّةٍ للتَّعلُّم المِهْني داخل المدرسة، وذلك بالتّعاون بين معهد التَّطوير التّربوي، وأكاديميَّةِ قطر- الدَّوحة. تَبِعَ ذلك سلسلةٌ من الاجتماعات؛ بهدفِ تحديد نتائج التَّعلُّم لهذا التَّدريب، ثُمَّ وَرَدَ استفسارٌ من المدرسة حولَ الوعي الصَّوتي بالُّلغتين الإنجليزيَّةِ، والعربيَّة.

معاييرُ التَّعلُّم المِهْنِيَّةُ

يرجع نجاحُ البرنامجِ إلى النَّظرِ في معايير التَّعلُّم المِهْني وإدراجها تحت عنوان: التَّعلُّم المُستقبلي. صُمِّمَتْ هذه المعاييرُ؛ لتوضيحِ خصائص التَّعلُّم المِهْني التي تُؤدِّي إلى الممارسات الفعَّالة في التَّدريس، والقيادة الدَّاعِمَة، ونتائج الطُّلاب المُحسَّنة. عزَّزَ استخدامُ نَهْجِ التَّعلُّم المِهْني في أكاديميَّةِ قطر-الدَّوحة مجتمعَ التَّعلُّمِ. كما سَمَحَتِ الطَّبيعةُ الشَّاملةُ في تصميمِ الوحدات للمعنيين جميعِم بالمسؤوليَّةِ الجماعيَّةِ، والمساهمةِ في الأهدافِ المشتركةِ حولَ تحسين الوعي الصَّوتي لطُّلابِ الطُّفولةِ المُبكرة.

مجتمعاتُ التَّعلُّمِ

قدّمَتِ الوحداتُ مساحةً للمشاركةِ العادلةِ، والتَّعاون بين معلمي اللغة العربيَّةِ، والإنجليزيَّةِ. حيثُ اتَّبَعَتِ الوحداتُ نَهْجَ سايمون بريكسبير من "الابتكار، الاحتضان والتَّضخيم". جاء الابتكارُ من قادةِ المدرسةِ بالتَّعاون مع معهد التَّطوير التّربوي، وبدأتْ مرحلةُ الحضانةِ مع معلمي السَّنوات الأولى في 2017-2018، وتمَّ توسعتُها – لاحقًا - لتشملَ مجتمعًا تعليميًّا أوسعَ عبر العديد من المستويات. في 2018-2019 تمَّ تصميمُ وحدات جديدةٍ مُختصَّةً بالمساعدين التَّعليميين، ومركز الطُّفولة المبكرة، والمستويين: الثَّاني والثَّالث. بالإضافة إلى ذلك، تمَّ التَّفكيرُ في مجتمع التَّعلُّم باستمرارِ، ولذلك اتُّخِذَتْ قراراتٌ أكثر شمولية لفئات: أمناء المكتبات، والمُدرِّبين التَّعليميين، وأختصاصي دعم التَّعلُّم؛ لضمان تحسين تأثير هذا التَّعلُّم المِهْني. ولعلّ بناءَ مجتمعِ التَّعلُّم وتنميته بشكلٍ مُستمر، كان أحدَ عوامل نجاح برنامج التَّعلُّم المِهْني.

تصميم التَّعلُّم المُبتكر

تمَّ اختيارُ ضمانُ الفَهْمِ المُشترَك للوعي الصَّوتي كنتيجةٍ للتَّعلُّمِ؛ لذا تمثّلت نظرية التَّغيير في التَّركيز المستمر، والمُستنير على الوعي الصَّوتي الذي سيُحسِّنُ نتائجَ الطلاب في القراءة، والكتابة مستقبلًا. تقول لجوانا ماثيسون: "إنَّ قضاءَ الوقتِ في المعالجة المبكرة للصَّوت، والوعي الصَّوتي أمرٌ ضروريٌّ للنَّجاحِ في المستقبل". بُنيَ تصميمُ التَّعلُّمِ على شكْلِ وحداتٍ قصيرةٍ؛ لتكون مناسبةً لطُّلابِ مرحلةِ ما قبل المدرسة: السّنة الثَّالثة، والرَّابعة، ومرحلةِ رياضِ الأطفالِ، والصَّفِّ الأوَّلِ؛ حيثُ يُعتقَدُ أنّه خلال استهدافِ مجموعاتِ مستوى الصُّفوف الدِّراسيَّة الدّنيا؛ فستكون هناك فرصة متزايدة لتحسين التَّأثير على الوعي الصَّوتي للطُّلاب، وتأهيلهم ليحققوا النّجاحَ في التّعلُّم مستقبلًا.

تَمَّ طَرْحُ الجلساتِ - خلال الوحدة – على مدى أسابيع عدّة؛ مما أتاحَ الوقتَ، والمساحةَ للمعلِّمين للبحثِ، والتَّجربة، والتَّنفيذ، ووضْعِ سِياقٍ جديدٍ للتَّعلُّمِ في الفصولِ الدِّراسيَّة. وفَّرَتْ كُلُّ جلسةٍ مساحةً للتَّأمُّلاتِ، والتَّعليقات من الزُّملاءِ، وبالتَّالي تقوية بناء مجتمع التَّعلُّمِ وفقًا لـكروم، الذي شاركة بشكل كبير في تخطيط الوحدات وتنفيذها " كان لجميع المعلِّمين الذين يتعلَّمون في نفس الوقتِ تأثيرٌ كبيرٌ". كان نَهْجُ المدرسة بأكملها أساسيًّا؛ من أجلِ دَفْعِ مجتمعِ التَّعلُّمِ إلى المقدِّمةِ، وفَهْمِ تأثير ذلك على التَّعلُّم المِهْني، وتعلُّم الطُّلاب.

بعد نجاح الوحدات في بناءِ فَهْمٍ مشترك، وإنشاءِ كتابٍ للتَّوعيَةِ الصَّوتيَّةِ للمعلِّمين، تمَّ طرحُ وحداتٍ إضافيَّةٍ لمساعدي التَّدريس في مرحلة ما قبل المدرسة الثَّالثة، والرَّابعة، ومركز الطُّفولة المبكرة. وقد ساعدَ هذا على مشاركة التَّعلُّمِ من المجموعة الأولى، وضمان قُوَّة التَّفكير، والإستراتيجيَّات الجديدة.

المساواة في الوصول إلى التَّعلُّم المِهْني

تم تنفيذُ الوحدة الأولى باللغةِ الإنجليزيَّة فقط خلال التَّفكير المُستمر، وتحديدِ أولويَّات أهميَّة الشّموليَّة عبر مجتمع التَّعلُّم. ثُمَّ تَمَّ تطويرُ الوحدةِ إلى برنامجٍ ثُنائي اللغة؛ لتشملَ مُعلمي اللغة العربية بشكلٍ أكثرَ عدالةً واحترامًا.

شكَّلَ تطبيقُ التَّعلُّمِ المِهْني خلالَ نَهْجٍ داخل المدرسة، وثنائية اللغة، وتّطبيقُ ذلك كلّه في المدرسةٍ كلِّها تحدياتٍ كبيرةٍ. شملَتِ الوحدةُ مُعلمي اللغة العربية، والإنجليزيَّة؛ حيثُ استغرقَ الأمرُ بعضَ الوقتِ لمعرفة التَّوازُن بين الحاجةِ إلى جلساتٍ ثنائية اللغة، وأخرى أُحاديَّة اللغة. وفقًا لـ يارا درويش - المنسِّق السَّابق لثنائية اللغة في معهدِ التَّطوير التَّربوي - التي شاركتْ في هذا المشروع: "لا يُمكِنُ أنْ تُقدّمَ الوحداتُ بثنائيَّة اللغة؛ ذلك أنَّ أهلَ كلِّ لغةٍ يفهمون الوحدةَ بلغتِهم الخاصّة فهمًا أعمقَ، وأكثرَ دقَّةً". تمَّ إنشاءُ نظامٍ يتمُّ خلاله بدْءُ الجلساتِ باللغتين، ثمَّ الانقسام إلى مجموعتين: أُحاديَّة اللغة؛ للخوض في المعرفة التَّقنيَّة لتقويَّة المعلِّمين جميعِهم خلال فُرصة اكتشاف هذه المعرفة بلغتهم الخاصَّة. تجتمع المجموعة بأكملها - في نهاية الجلسات - لإعادةِ الاتّصال في وضْعِ ثنائي اللغة. تقول درويش: إنَّهُ على الرَّغم من نجاح هذا النِّظام إلا أنَّ المناقشاتِ التي دارتْ في المجموعة الإنجليزيَّة اختلفت - في بعض الأحيان - عن تلك التي دارتْ في المجموعة العربيَّة التي قَدَّمَتْ بعضَ التَحديات عند إعادة رَبْطِ المجموعات. وعلى الرّغم من ذلك استمرَّتْ أكاديميَّةُ قطر-الدَّوحة في تعزيز التَّركيز على مجتمع التَّعلُّم بأكمله خلال اعتماد نظامِ ملاحظات المعلِّمين. تمَّ إنشاءُ نموذج سَمَحَ للمعلِّمين بمراقبة بعضهم بعضًا خلال منصَّةِ تسجيلٍ عبر الإنترنت؛ حيثُ سيُعلِنُ المعلِّمون عن تاريخِ، ووقت فَصْلهم الصَّوتي المتكامِل للوعي الصَّوتي، ويُمكِنُ للمدرِّسين الآخرين في المدرسة الاشتراك؛ لحضور تلك الدّروس. كانت هذه محاولة لتقوية مجتمع التَّعلُّم باستمرار، والسَّماح بتعليقات الزُّملاء، ومشاركة أفضل الممارسات.

القيادة

كان دورُ القادة مؤثِّرًا للغاية في تأثير الوحدات. في البداية حدَّدتْ فِرَقُ القيادةِ المجالات الرَّئيسةِ؛ لتحسين المطلوب في تعلُّمِ الطُّلاب، وما يحتاجُ المعلِّمون إلى معرفتِهِ والقدرة على القيام به؛ من أجل تصميم المحتوى الذي سيتمُّ اكتشافه في كلِّ جلسة. بعد ذلك، شاركَ أعضاءُ فريق القيادة في اجتماعات التّخطيط جميعِها، وكانوا حاضرين جلسات التَّعلُّمِ المِهْنيَّة كلِّها. سَلَّطَ حضورُهم ومشاركتُهم الضَّوْءَ على أهميَّة التَّعلُّم المِهْني الذي يحدث للمشاركين جميعهم. تمَّ دَمْجُ المعلِّمين الرّئيسين في جلسات التَّخطيط التي مكنَّتهم من إضافةِ المرونةِ، والاتّقان إلى عملهم. قام فريق تصميم التَّعلُّم التَّعاوني الذي شملَ المدرِّسين الرئيسي،ن ومُنسقي معهد التَّطوير التَّربوي، ومدير المدرسة، ومساعد منسقي المناهج الدِّراسيَّة بتعزيز التَّعلُّم المِهْني. تصميمات التَّعلُّم الموجودة تُركِّزُ على المشاركين، وتمنحُهم مساحةً؛ لتبادُلِ ممارسات التَّعلُّم الجديدة، والتَّفكُّر، والبحث؛ لضمان المشاركة النَّشِطة. كان المعلِّمون المشاركون يُقدِّمون تعلُّمَهم الجديدَ ويختبرونه، ويسجَّلون أثره الفعّال على الطُّلاب من حيث زمن وقوعه، ونوعيّة الطلاب؛ حيثُ كان كلُّ معلمٍ متخصصًا في نوعية الطلاب الذين يشرفُ عليهم.

البيانات

لَعِبَ جَمْعُ البيانات دَوْرًا رئيسًا في اتّخاذ القرارات، وتحوّلات الاتجاه مع تقدُّمِ الوحدات إلى الأمام. كُلُّ خطوة جديدةٍ في هذه العملية كانت مبنيَّةً على ردود الفعل من جلسات الوحدة، جَمَعَ القادةُ لبياناتِ من اجتماعات التَّخطيط، وملاحظات الفصل. كان على المعلِّمين جَمْعُ البيانات في الفصول الدِّراسيَّة؛ لبَدْءِ تنفيذ التَّعلُّم الجديد، وتحديد ما يعملُ مع طلابهم في تطوير مهاراتهم في الوعي الصَّوتي. سَمَحَتْ لهم مشاركة البيانات بين الزُّملاء بمشاركةِ ردود الفعلِ البنَّاءة الدّاعمة للتَّعلُّم المِهْني الذي يحدُثُ في الجلسات، وجَعْلِ المعلِّم أكثرَ فعاليَّة. كما ساعدَ جَمَعُ البيانات المدرِّسين على تحليل مجالات التَّحسين. وقَدَمَ تحليل البيانات أيضًا نظرةً ثاقبةً، وفرصةً لتحسين وثائق المناهج، وأدوات التَّقييم التي كانت تُستخدَمُ في ذلك الوقت. كانت هذه نتيجة غير متوقَّعة للبرنامج؛ مما يشيرُ إلى أنَّ الأثَرَ تجاوزَ تعلُّمَ المعلِّم، والتَّغييرات في ممارساتهم إلى مجالاتٍ أُخرى من عملهم.

بعد مُضي ثلاث سنوات لا زال فريقُ أكاديميَّةُ قطر-الدَّوحة يُفكِّرُ في ممارساتهم، ومناهجِهم، وأدواتِ التَّقييمِ المُتعلِّقةِ بتدريس الوعي الصَّوتي وتعلُّمِه. علاوة على ذلك تعملُ أكاديميَّةُ قطر-الدَّوحة حاليًا على أداةِ تقييمِ الوعي الصَّوتي العربي. ووفقًا لماثيسون فإنَّ هذه العمليَّةَ "تَرَكَتْ لنا أسئلةً لاكتشافها أكثر مما بدأنا به."

ومن العوامل الرئيسة في نجاح البرنامج أنَّه كان مدفوعًا بالقادة، ومدعومًا بمعايير التَّعلُّم المِهْنية، وتولّى القادة دورَ قادة التَّعلُّم. ومما زادَ من تأثير التَّعلُّم المِهْني تصميمُ تعليمِ المدرِّسين خلال الحصول على تغذية راجعة مستمرة طوال العام الدِّراسي، وجمع البيانات عن "سباقات التّحسين"، ومشاركة هذه البيانات وتحليلها، واستخدامها؛ لاتّخاذ قرارات بشأن ما يجب القيام به بعد ذلك.

لقد زَرَعَ البدْءُ بمشروع التّوعية الصَّوتية في أكاديميَّة قطر-الدَّوحة ثقافةَ التَّعلُّم المِهْني المستمر داخل المدرسة بأكملها، وعلى وجه التَّحديد مجتمع التّعلُّم ثنائي اللغة؛ حيثُ يعملُ الجميع نحو فهم مشترك، وهدف مشترك؛ لتحسين الوعي الصَّوتي للطُّلاب، وبالتالي نتائج التَّعلُّم.